ملاطفة طريفة
سألني: هل أحببتِ يوماً؟
فارتعشت شفتاي خوفاً من الإجابة
هل أقول نعم، ليسألني من كان ويكتشف الخبايا
أم أقول لا، لأكتشف ما بداخله من نوايا
فقلتُ: لا، ولكن هذا سؤال لا يعنيك بشيء!
فقال: بل هو فضول يحتويني كلما أراكِ
أيعقل لجميلةٍ مثلكِ أن تكون وحيدة
وأن لا يكون لها عاشق مجنون يحبها
أيعقل أنها لم تعش الحب ولم تعرفه
لا أصدق أن روحكِ لم تجد رفيقها بعد!
أرى الناس كيف تنظر إليكِ بتودد
تترجى نظرةً منكِ لتثير إعجابكِ بطريقة ما
ولكنكِ تبخلين حتى بنظرة من عينيكِ
ولا تعيرين اهتماماً ولو كان أميرٌ أمامكِ
هذا الوفاء... هذا الاحترام... لا يكون من لا شيء
بل هو وفاءٌ لحبك الصادق لشخصٍ ما
وهو الذي يجعلكِ صادقةً مع كل من حولك
فهل ما زلتِ يا عنيدة مصرةً على قول: لا
فابتسمت من كلامه الطريف ونظرت بجدية في عينيه
فقلت: لمَ الفضول لديك، لمَ التحليل والمراقبة
ولمَ السؤال عن حياتي؟
هل القصد أن تعلمني الحب وتدخل قلبي؟
أم هي إحدى ألاعيب الرجال على عقول الفتيات؟
أم هو رهان تريد أن تكسبه بكسر حاجز الصمت في حياتي
أجبتك بلا والآن أتندم على جوابي
كان من المفترض بي أن أرحل عنك عندما سألتني
لا يخصك هذا السؤال ولا يخصك ما بقلبي
وليس هناك داعي لإطالة الحديث مع فتاة غريبة الأطوار مثلي
ارحل صادقاً كنت أو كاذباً فلا يهمني
ينتظرني مستقبلٌ أرى طريقه أمامي
ولا أرغب للجرذان أن تمضي عقبة في مساري
اذهب و ابحث عن الحب في غير مكاني
رافقتك السلامة...
فقال: أعجبني ردك يا غريبة الأطوار
وحصلت على الجواب لسؤالي وهو...
نعم أحببت، ولكن...
لن أكمل...
أعجبني الوفاء والكتمان
فهل من الممكن أن ينال هذا الغريب صداقتك؟
غريبٌ أمر هذا الغريب يا قارئي
فقل أقبل هذه الصداقة أم أرفضها؟