كم تحلو الحياة بالأخوة .. كم هي جميلة ورائعة .... عندما تؤسس على طاعة الله .. وحب العزيز الغفور ... عندما تكون متعطشة لنبع صاف من الصدق والتآلف والتسامح .... عندما تكون نواتها التناصح ... مركزها الالتقاء إلى ظل العرش في السماء... صفتهم أحبة ... غايتهم جنة الفردوس الأعلى .... كم تكون عذبة عندما ترتشف من وعاء الإخلاص ... كم تكون سامية عندما يتغاضى فيها عن الزلات والعثرات .... عندما يجد التسامح في أنفسنا سبيل .... وعندما نتسامى فوق القيل والقال ... كم وكم ... تنساب في مجرى هذا المعنى حتى ترسم لنا على صفحة خالصة البياض ... باقة من الورود جميلة الألوان لايشوب أي لون منها شائبة فتعكر صفو منظرها وجميل مشهدها ..... هاهي تلك الورود الزرقاء التي توحي لنا بصفاء الأخوة فهي زرقاء كالسماء صافية ممتدة إلى الأفق ... صفاء ليس له حدود ... وأما تلك الوردة الصفراء فهي تبحر بالعقل في اصفرار الشمس ... وانسكابه خيوطها الذهبية على مشارق الكون ومغاربه لتبعث في نفوس العالمين صدق أشعتها فهي ليست جميلة فحسب بل صادقة لأنها لاتنحني يمنة ولا يسرة ... بل مستقيمة صريحة مذهلة في تعاملها ... وهناك تلك الوردة البهية التي تتوسط الباقة .... ألا وهي الوردة البيضاء البراقة قد اكتست بندى متساقط على جبينها ولا يزيد ذلك التساقط إلا نضرة وحسنا لها ، إنها جلية المظهر خفية المخبر ... تسحر الناضر بزهو مطلعها لمل تسمو إليه من عبير فواح ... وعطر تنساق له الأنوف تلذذا ... بيضاء لا يعكر بياضها أي معكر .... فكذلك الأخوة تعلوا فيها البيارق البيضاء التي توحي بالسلام الدائم بين الأخوة ... قلوبهم بيضاءصافية اشد بياضا من اللبن السائغ للشاربين .... فما أن اجتمعت هذه الباقة من الورود إلا وكأنها نخبة صفات قد ارتشفت من منبع الأخوة ومعينها.... الزلال