إن بعدكِ قاتلي وتجيئُني .. شوقاً إليّ يصوغها .. لحناً على وترِ الرصيفْ وتجيئُني .. والقمحُ يلهثُ خلفَها .. فيموت جوعي قبل أغنيةِ الرغيفْ وتقولُ لي .. ما بالُ تلك الزهرتينِ لمقلتيكَ تساقطت ؟ هل مرّها شبحُ الخريفْ ؟ لِمَ تشتكي تلكَ العيونُ دموعَها ؟ هل في دموعك ما يخيفْ ؟ أتُراهُ لو كره الزمان لقاءنا .. هل من عذابٍ قد تُضيفْ ؟ فأجبتها .. ما زال يسكنُ خوفُ فقدِكِ داخليْ يغتالُ غيمي كي تموتَ خمائليْ ويذيقُ فجرَ العشقِ مُرّ أصائليْ مازال ماءُ الهجرِ يقبعُ في الثرى يسقي جذورَ الحبّ سُهْداً أحمرا فيبات غصني خائفاً .. ويموت في زهري الكرى هذا الذي - يا فتنتي - ما قد جرى قد صِرْتُ أجوبةً فلا تتساءليْ يا فتنتي .. سأظلُّ أحيا قُرب نهرِكِ .. كي تعيشَ سنابليْ فسنينُ قحطي علّمت حقلي ترقّبَ غيمةٍ .. ينجو بها من فتْكِ صيفٍ قاحلِ وورود عمري أنبتتْ شوكاً .. لتجْرحَ كفَّ حزنٍ قاتلِ هيّا اشربي حُزْني .. وكوني غيمةً .. تهبُ السعادة كوثري وجداوليْ هيّا اعبري بعضي لبعضي إنّني .. نصفٌ به روحٌ .. ونصفُ مُعَطّلِ ها أنتِ أيقظت الطفولة داخلي من بعدِ أن لمسَتْ يداكِ أناملي فلقد وُلِدتُ على يديكِ مُتيّماً لا تقتليني .. " إنّ بُعدكِ قاتلي